علي باشا مبارك: أبو التعليم الحديث في مصر
علي باشا مبارك: أبو التعليم الحديث في مصر
إذا كانت الحضارات تُبنى بالعلم، فإن علي باشا مبارك هو المعماري الذي وضع الأساس الصلب للتعليم الحديث في مصر! 🌟 يُعد واحدًا من أعظم الشخصيات التي مرت على تاريخ مصر في القرن التاسع عشر، وكان له دور ريادي في تطوير التعليم والبنية التحتية. دعونا نتعمق في هذا التحقيق الصحفي لنتعرف على الرجل الذي غيّر وجه مصر التعليمي!
من هو علي باشا مبارك؟ 🤔
وُلد علي باشا مبارك عام 1823 في قرية برمبال او بنربال الجديدة مركز منية النصر
بمحافظة الدقهلية. ترعرع في أسرة بسيطة، ولكن منذ صغره كان لديه شغف لا يضاهى بالعلم والمعرفة. ورغم ظروفه الاقتصادية المتواضعة، التحق بالتعليم الأزهري قبل أن ينتقل إلى مدرسة المهندسخانة (الهندسة) التي كانت نقطة تحول في حياته العلمية.
طموح لا حدود له ✨
علي باشا مبارك لم يكن مجرد طالب نجيب؛ كان عبقرياً. بعد تفوقه في دراسته، تم اختياره ضمن البعثات التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا في عام 1844. هناك، نهل من العلم الحديث وأطلع على النظام التعليمي الفرنسي، الذي شكّل رؤيته المستقبلية لتطوير التعليم في مصر.
تأسيس ديوان المدارس 📚
عند عودته إلى مصر، أدرك علي باشا مبارك أن التعليم هو المفتاح لتطوير الأمة. لذلك، وضع يده على أكبر المشاريع التعليمية في تاريخ مصر، حيث أسس "ديوان المدارس" عام 1868، والذي يُعد الأساس الذي بنيت عليه وزارة التعليم لاحقًا. كان الهدف من هذا الديوان هو توحيد نظام التعليم ونشره على مستوى البلاد. وكان مبارك يدرك أن التعليم يجب أن يصل إلى جميع فئات المجتمع، فقام بتأسيس مدارس حديثة تعتمد على نظم تعليمية متطورة.
رائد التعليم المجاني 📖
إذا كنا نتحدث عن حق التعليم للجميع اليوم، فإن علي باشا مبارك كان صاحب الفكرة منذ أكثر من 150 عامًا! قام بإدخال مفهوم التعليم المجاني لجميع فئات المجتمع، وبدأ بتأسيس مدارس حكومية تعطي فرصة متساوية للطلاب مهما كانت خلفياتهم الاجتماعية. وكان ذلك نقلة نوعية في مجتمع تقليدي كانت فيه فرص التعليم محدودة للغاية.
الموسوعات العلمية و"الخطط التوفيقية" 📜
علي باشا مبارك لم يقتصر دوره على الإدارة فحسب، بل كان أيضًا عالمًا ومؤلفًا. من أعظم أعماله الموسوعية كان كتاب "الخطط التوفيقية" الذي يُعد مرجعًا ضخمًا في تاريخ مصر وجغرافيتها. جمع فيه معلومات دقيقة عن البلاد، مدنها وقراها ومعالمها التاريخية، وأصبح هذا الكتاب أحد أهم المصادر للباحثين في التاريخ المصري.
"دار العلوم": البذرة الأولى للمعلمين 🌱
أدرك علي باشا أن تطوير التعليم يحتاج إلى معلمين مؤهلين. فأسس مدرسة "دار العلوم" التي كانت الهدف منها إعداد المعلمين وتأهيلهم لتعليم الأجيال القادمة. كانت هذه المدرسة نواة لتخريج نخبة من المعلمين الذين ساهموا في نشر التعليم على نطاق واسع.
إصلاحات شملت البنية التحتية 🌍
ليس فقط في مجال التعليم، بل كان لعلي باشا مبارك دور أساسي في تطوير البنية التحتية لمصر. فقد شغل مناصب عديدة مثل وزارة الأشغال والري، وساهم في تطوير القاهرة، حيث أنشأ شارع "محمد علي" الشهير وجعل من القاهرة مدينة حديثة تناسب متطلبات العصر.
إرث لا يُنسى 🌟
قد يكون رحيل علي باشا مبارك عام 1893 نهاية حياة شخصية عظيمة، ولكنه كان بداية لحقبة جديدة من التعليم والتطوير في مصر. كلما مشينا في شوارع مصر الحديثة أو دخلنا إلى مدارسها وجامعاتها، نجد بصماته واضحة في كل مكان. إنه الرجل الذي وضع الأسس المتينة لتعليم مصر الحديث، والذي أدرك أن النهضة الحقيقية تبدأ بالعلم.
الخاتمة 🏁
علي باشا مبارك لم يكن مجرد وزير أو إداري، بل كان رمزًا للنهضة التعليمية التي استفادت منها مصر لقرون. بفضل رؤيته التقدمية، أصبح التعليم حقًا للجميع، ولا يزال إرثه مستمرًا في مدارسنا وجامعاتنا حتى يومنا هذا. من الصعب تخيل كيف كان سيكون حال التعليم في مصر لولا هذا الرجل الذي آمن بأن العلم هو سبيل التقدم والنهضة.
إذن، كل مرة تجلس فيها على مقاعد الدراسة أو ترى طفلاً يحمل حقيبته متجهًا إلى المدرسة، تذكر أن هذا الحلم بدأ مع رجل يُدعى علي باشا مبارك! 🎓💡
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
موقع صوت منية النصر